[center]ذكرى على حطام الأسئلة
تجديفــــةُ الروحِ فـــــي الأمــواجِ تعتصرُ
وذكــر يــاتــــي بشــــطِّ الوَجْـدِ تحتـضـرُ
أفـــــــاوِجُ الهـــمِّ قلبـــــي قِبلـــــةٌ لـهـــمُ
إليــهِ جــاءوا وحـجــوا فيـــــــهِ واعتـمروا
وزورقُ الحــزنِ في صدري يـجــــول بهِ
أبـقــى فـــؤادي كـألــواحٍ بـهـــا دُ سُــــرُ
وأحــرفُ البـوحِ إن هَمَّيـتُ ألفظهــــــــا
علـــى لســــانـــــــيَ ترســـو ثــم تـنـتحـرُ
ونـــايُ شعري أرى قـــــد مسَّــهُ نَصَــبٌ
يشدو ولـــــكـــــن كطيرٍ هـــدَّهُ السَفــَـرُ
نـــــأيُ الأحبةِ أظمـى عشـــبَ أوردتي
وحـــرَّض الغـــــــمَّ بالآمــــــالِ ينـتشــــرُ
مُـذ صــدَّ عنيَ مَــن كـــانـــت لـــهُ لغتي
أيــقـونــــةً فـي رِحـــابِ سنـــاهُ تـنـصهرُ
وأتْبـعَ الصـــــدَّ نُـــكـرانــاً بـــــهِ سُفِكَتْ
دمـــاءُ مــاضٍ بــهِ مــن حبــنـــــا سِـــوَرُ
غـزانـيَ الشيـــبُ أسـرابــاً على صِغَـري
وهَدَّنـــي الويــلُ حتى كــدتُ أنــشَطِرُ
ومُــزِّقَ الـدمــعُ أشـلاءً بــهــا ارتسَمَـتْ
أطلالُ ســـــؤلٍ بــريءٍ مِـلــؤهُ العِبــــَرُ
لِــــمَ الجحـودُ وروحـانــا علــى جسدٍ؟
أأنكرَ الفـــــلُّ يـومـــــاً أنّــــهُ زَهَــــــرُ؟!
يـــــاكـم نسجنـا على ثغرِ الهوى قُبَلاً؟
وكــم سهِرنـــــا لعَمْــري ملَّناْ السهـــرُ؟!
وكم عَـزَفْـنـــا علـــــى قيـثــاْرِ مُهْجَتِـنــا
ألـحــانَ ودٍّ إلـــينـــا ساقــهــــا المَطَـرُ؟
أمــا بنــا فــاضتِ الأشـواقُ وانتفَضَتْ
يــومـــاً غَرُبنــا وحــنَّ العــودُ والوَتَــرُ؟
وكـــان بـــالإمسِ إيذانـــاً لمــوعدنـــا
يقهقـــهُ الـــرعـــدُ والأطيــارُ والــشَجَرُ
أبَعْدَ هذا بنـــــارِ النــأي تحرقنـــي ؟
وتترُكِ الآهَ فـــي الأحشـــــاءِ تستعِـــرُ
أصداءُ ذكراكَ خذهــا وابتعدْ مدنــاً
ماعــــادَ للروحِ أن تبقـــى بها وَطَــــرُ
عـنِ عالمِ الهَجْرِ إنّ الدهرَ أخبــَرَني
بأنَّ كم فيـــــهِ من أقــــوامٍ ادّكـروا!
فما الرياحينُ إن دامـت روائحهــا؟
وما الضيــــاءُ إذا لـم يأفــلِ القمــرُ؟